باب التحريض على الرمي، وقول الله تعالى {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}
بطاقات دعوية
عن أبي اسيد قال: قال [لنا 5/ 10] النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر حين صففنا لقريش وصفوا لنا: "إذا أكثبوكم (44)؛ فعليكم بالنبل"
غَزوةُ بَدْرٍ الكُبرَى هي أوَّلُ مَعرَكةٍ لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع الكُفَّارِ، وكانَتْ فاصِلةً بيْن الإيمانِ والكُفرِ؛ ولذلك سَمَّاها اللهُ تَعالى يَومَ الفُرقانِ، وأهلُ بَدرٍ شَهِدَ لهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمَغفِرةِ الذُّنوبِ.
وفي هذا الحَديثِ يُوجِّهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أصحابَه بصِفَتِه قائِدًا لهم في غَزوةِ بَدرٍ، حِين اصطَفُّوا لِمُواجَهةِ العَدُوِّ، واصطَفَّتْ لهم قُرَيشٌ، واستَعَدُّوا لِلقِتالِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِأصحابِه: «إذا أكثَبُوكم، فعَليكم بالنَّبْلِ»، أي: إذا اقتَرَبوا منكم قُربًا مُناسِبًا بحَيثُ تَنالُهمُ السِّهامُ، لا قُربًا تَلتَحِمونَ معهم به، فابدَؤُوا في رَميِهم بالنَّبْلِ، وهي السِّهامُ العَربيَّةُ؛ وإنَّما أمَرَهم بالرَّميِ عِندَ القُربِ لِيَكونَ أبلَغَ في إصابَتِهم، ولِأنَّهم إذا رَمَوْهم على بُعدٍ فقد لا يَصِلُ إليهم، فيَذهَبَ في غَيرِ مَنفَعةٍ، خُصوصًا أنَّ عَدَدَ جَيشِ الكُفَّارِ أكبَرُ بثَلاثةِ أضعافٍ مِن جَيشِ المُسلِمينَ، فكان البَدءُ بالرَّمْيِ بالنَّبْلِ والسِّهامِ أدفَعَ لهم وأخَفَّ لِهُجومِهم.
وكانت غَزوةُ بَدرٍ في رَمضانَ مِنَ السَّنةِ الثَّانيةِ مِنَ الهِجرةِ، وفي هذه الغَزوةِ نَصَرَ اللهُ رَسولَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والصَّحابةَ على مُشرِكي قُرَيشٍ.
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على تَعلُّمِ الرَّميِ وفُنونِ القِتالِ.