باب الترغيب في قيام الليل 4
سنن النسائي
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، قال: حدثني القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله رجلا قام من الليل فصلى، ثم أيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، ثم أيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء»
قِيامُ اللَّيلِ شَرفُ المؤمِن، وهو أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ الفَريضةِ، وقد رغَّب فيه الشرعُ الحنيفُ وبيَّن عظيمَ أجرِه وكثيرَ فَضلِه
وفي هذا الحديثِ: يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "رَحِمَ اللهُ رجلًا قَامَ مِن اللَّيْلِ فصَلَّى"، أي: يَدْعُو النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالرَّحمةِ لِمَن قَامَ فِي جُزءٍ مِن اللَّيْلِ وصلَّى بعضَ الرَّكَعاتِ، "وأَيْقَظَ امرَأَتَه فصلَّتْ"، أي: أيقَظَ زوجتَه لتصلِّيَ قِيَامَ اللَّيْلِ، "فإنْ أَبَتْ"، أي: فإنِ امتَنَعَتْ تَكاسُلًا بسببِ النَّومِ، "نَضَحَ فِي وجهِها الماءَ"، أي: رَشَّ بعضَ الماءِ عليها لِتَنشِيطِهَا، وَهذا إشارةٌ إِلَى التلطُّفِ مَعَ الزَّوجةِ عِنْدَ إيقاظِها حَتَّى تَستجِيبَ، ثُمَّ دعَا صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم بالرَّحمَةِ للمرأةِ الَّتِي تَقُومُ اللَّيلَ فِي قولِه: "رَحِمَ اللهُ امرأةً قامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فصَلَّتْ"، أي: قامَتْ فِي جُزءٍ مِنَ اللَّيْلِ وَصَلَّتْ بعضَ الرَّكعاتِ، "وأيَقَظت زوجَها"، أي: لِيُصَلِّيَ قِيَامَ اللَّيْلِ، "فإنْ أَبَى"، أي: امتَنَعَ عن الاستيقاظِ والقيامِ تكاسُلًا بسببِ النَّومِ، "نَضَحَتْ فِي وجهِه الماءَ"، أي: رَشَّتْ فِي وجهِه الماءَ بِقَصدِ تَنشِيطِه، وَهذا إشارةٌ إِلَى التلطُّفِ مَعَ الزَّوجِ عِنْدَ إيقاظِه حَتَّى يَستجِيبَ
وفي الحديثِ: حثُّ الأسرةِ على أن يُنشِّطَ بعضُها بعضًا في أداءِ العِباداتِ وأعمالِ التطوُّعِ