باب التعجيل من جمع
حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان قال حدثنى سلمة بن كهيل عن الحسن العرنى عن ابن عباس قال قدمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة المزدلفة أغيلمة بنى عبد المطلب على حمرات فجعل يلطح أفخاذنا ويقول « أبينى لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس ». قال أبو داود اللطح الضرب اللين.
الحج شعيرة الإسلام، ومتمم أركانه، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أركانه، وسننه، وآدابه
وفي هذا الحديث بيان بعض مناسكه، حيث يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسواد" السواد: هم الأغلب والأكثر، "ضعفاء بني هاشم" والمراد بهم: الشيوخ والنساء والأطفال، ومن في حكمهم من الـمرضى، وقد قدمهم النبي صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يدفعوا إلى المزدلفة قبل الفجر، فيقدموا بليل، ويصيروا إلى منى، "على حمرات" جمع حمار، "فجعل يقول: يا بني"، أي: يا أبنائي، "أفيضوا ولا ترموا الجمرة" وهي جمرة العقبة، يوم العيد، وهي أولى الجمرات رميا، "حتى تطلع الشمس" والتقييد بطلوع الشمس؛ لأن الرمي حينئذ سنة، وهذا هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الرمي قبل طلوع الفجر فمشروع اتفاقا، ويبدأ وقت رمي جمرة العقبة من منتصف ليلة النحر تيسيرا على الناس، وخاصة الضعفاء من النساء والمرضى وذوي الحاجات
وفي الحديث: بيان تخفيف الشرع وتيسيره على الضعفاء في الحج