باب التغليظ في قتل مسلم ظلما 3
سنن ابن ماجه
حدثنا سعيد بن يحيى بن الأزهر الواسطي، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن شريك، عن عاصم، عن أبي وائل
عن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء" (2).
عظَّم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَأْنَ التَّعرُّضِ لدِماءِ النَّاسِ، وذَكَر في هذا الحديثِ أنَّ أوَّلَ ما يُقضَى بيْنَ النَّاسِ في ظُلمِ بَعضِهم بعضًا يومَ القيامةِ يكونُ في الدِّماءِ، كالقَتْل والجُرُوحِ، فإنَّ الذُّنوبَ تَعظُمُ بحسَبِ عِظَمِ المَفسَدةِ الواقِعةِ بها، أو بحَسَبِ فَواتِ المصالحِ المتعَلِّقةِ بعَدَمِها، وهَدمُ البِنيةِ الإنسانيَّةِ من أعظَمِ المفاسِدِ، ولا ينبغي أن يكونَ بعد الكُفْرِ باللهِ تعالى أعظَمُ منه. وجاء في السُّنَنِ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ «أوَّلَ ما يُحاسَب به العبدُ الصَّلاةُ»، وهذا مُتعلِّقٌ بالعباداتِ وحُقوقِ اللهِ تعالَى، وأمَّا القَضَاءُ في الدِّماءِ فمُتعلِّقٌ بحُقوقِ العِبادِ بَعضِهم على بعضٍ.