باب التلبية4
سنن ابن ماجه
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عمارة بن غزية الأنصاري، عن أبي حازم
عن سهل بن سعد الساعدي، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من ملب يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا
علَّمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه أُمورَ الحجِّ مِن الإحرامِ والتَّلبيةِ والطَّوافِ وغيرِ ذلك بالقولِ والفِعلِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ سَهْلُ بنُ سعدٍ السَّاعديُّ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "ما مِنْ مُلَبٍّ يُلبِّي" والتَّلبيةُ هي النِّداءُ بالإجابةِ للحجِّ أو العُمرةِ بقولِ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، و(لَبَّيْكَ) تعني إجابةَ المُلبِّي لنِداءِ اللهِ بعدَ إجابةٍ، وتَتضمَّنُ المحبَّةَ الكامِلةَ بالْتزامِ الطَّاعةِ والإقامةِ عليها.
وقولُه: "إلَّا لَبَّى ما عن يَمينِه وشِمالِه، مِن حجَرٍ، أو شجَرٍ، أو مدَرٍ" جمعُ مَدَرَةٍ، وهو التُّرابُ المُتلبِّدُ أو قِطَعُ الطِّينِ، "حتَّى تنقطِعَ الأرضُ مِن هاهنا وهاهنا"، والمعنى: أنَّ كلَّ هذه الأشياءِ تتجاوَبُ مع المُلبِّي وتُلبِّي معه؛ فإنَّ اتِّباعَهم في هذا الذِّكْرِ دَليلٌ على فَضيلتِه وشَرفِه ومَكانتِه عندَ اللهِ؛ إذ ليس اتِّباعُهم في هذا الذِّكْرِ إلَّا لذلك، على أنَّه يجوزُ أنْ يُكْتَبَ له أجْرُ هذه الأشياءِ؛ لأنَّ هذه الأشياءَ صدَرَ عنها الذِّكْرُ تَبَعًا، فصار المُؤمنُ بالذِّكرِ كأنَّه دالٌّ على الخيرِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ التَّلبيةِ عند اللهِ سُبحانَه، وأنَّه يُعْطي المُلبِّيَ أجرًا عظيمًا.