باب الحث على الصدقة ولو بالقليل، ولا تمتنع من القليل لاحتقاره
بطاقات دعوية
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة
لا يفعل العبد المسلم حسنة أو معروفا، إلا جازاه الله به ولو كان يسيرا؛ قال تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} [الزلزلة: 7]
وفي هذا الحديث يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم النساء ويأمرهن ألا يحتقرن أي شيء تهديه إحداهن لجارتها، ولو كان المهدى فرسن شاة، وهو ظلف الشاة كالحافر من الفرس، وقيل: هو عظم قليل اللحم، والمقصود: المبالغة في الحث على الإهداء ولو كان شيئا يسيرا، ومعناه: لا تمتنع جارة من الصدقة والهدية لجارتها؛ لاستقلالها واحتقارها الموجود عندها، بل ينبغي أن تجود بما تيسر ولو كان قليلا، كفرسن شاة، وهو خير من العدم، وإذا تواصل القليل صار كثيرا؛ فإن التهادي ولو بالقليل جالب للمحبة والمودة، ومذهب للضغائن، وأيضا فإن الهدية إذا كانت يسيرة فهي أدل على المودة، وأخف في المؤنة بالنسبة للمهدي، وأسهل على المهدى؛ لعدم التكليف. وخص النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالخطاب؛ لأنهن يغلب عليهن استصغار الشيء اليسير، والتباهي بالكثرة، وأشباه ذلك
وفي الحديث: الترغيب في الهدايا إلى الجيران