باب الخطبة بعد العيد
بطاقات دعوية
عن ابن عمَر قال: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ وعُمَر رضي الله عنهما يصَلُّونَ العيدينِ قبلَ الخطبةِ.
لصَلاةِ العِيدِ واجباتٌ وسُننٌ وآدابٌ، حرَصَ عليها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ونَقَلَها لنا صَحابتُه الكِرامُ رَضيَ اللهُ عنهم كما رَأَوْها وتعلَّموها من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه شَهِدَ صَلاةَ العِيدِ وحَضَرَها مع رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ رَضيَ اللهُ عنهم، كلٌّ في عَهْدِه وخِلافتِه، فكُلُّهُم كانوا يُصَلُّون العِيدَ قبْلَ الخُطْبةِ.
وهذا بَيانٌ واضحٌ، ودَليلٌ ظاهرٌ على أنَّ تَقديمَ صَلاةِ العِيدِ على الخُطبةِ هو الأمرُ الَّذي داوَمَ عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسارَ عليه خُلفاؤُه الرَّاشدونَ مِن بَعدِه، واستمَرُّوا على ذلك. وخُطبةُ العِيدِ تكونُ مِن خُطبتينِ واستراحةٍ بيْنَهما مِثلَ خُطبةِ الجُمُعةِ، وقد شُرِعَتِ الخُطبةُ في الجُمَعِ والأعيادِ والمُناسباتِ لحِكَمٍ كثيرةٍ؛ منها: أنْ يَتعلَّمَ النَّاسُ منها أُمورَ دِينِهم ودُنياهم، فإذا ما صَعِد الإمامُ المِنبرَ جعَلَ غايتَه تَعليمَ النَّاسِ، وإفهامَهم، وخاصَّةً ما يَقَعُ مِن مُناسباتٍ شَرعيَّةٍ تُصادِفُ تلك الخُطبةَ، ورَدَ عندَ البُخاريِّ في صِفةِ خُطبةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّ أوَّلَ شَيءٍ يَبدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنصَرِفُ، فيَقُومُ مُقابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلوسٌ على صُفُوفِهم فيَعِظُهُم، ويُوصِيهِم، ويَأْمُرُهم.
وفي الحديثِ: حِرصُ الخُلفاءِ الرَّاشدينَ على سُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.