باب الخوف 12
بطاقات دعوية
وعن أبي برزة - براء ثم زاي - نضلة بن عبيد الأسلمي - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ؟ وعن علمه فيم فعل فيه ؟ وعن ماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟ وعن جسمه فيم أبلاه ؟ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
بَيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ لِكُلِّ عَبدٍ وَقفةً بَينَ يَدَيِ اللهِ تَعالى يَومَ القيامةِ، يَسألُه اللهُ عَزَّ وجَلَّ عن كُلِّ شَيءٍ؛ وذلك حَثًّا منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الاستِعدادِ لِهذا المَوقِفِ، وإعدادِ الجَوابِ له
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا تَزولُ قَدَما عَبدٍ يَومَ القيامةِ" والمَعنى: لا تَتحَرَّكُ وتَنصَرِفُ قَدَمُ كُلِّ إنسانٍ مِن مَوضِعِ الحِسابِ يَومَ القيامةِ حتى يَسألَه اللهُ عَزَّ وجَلَّ عن عِدَّةِ أشياءَ: "حتى يُسألَ عن عُمُرِه؛ فيمَ أفناه؟" عن حَياتِه وزَمانِه الذي عاشَه، ماذا عَمِلَ فيه؟ وكيف استَغَلَّ أوقاتَه؟ "وعن عِلْمِه؛ فيمَ فَعَلَ فيه؟" ويَسألُه رَبُّه عَزَّ وجَلَّ عن عِلْمِه الذي تَعَلَّمَه، ماذا فَعَلَ بهذا العِلْمِ؟ هل تَعَلَّمَه لِوَجهِ اللهِ خالِصًا أم رِياءً وسُمعةً؟ وهل عَمِلَ فيما عَلِمَ أم لم يَنفَعْه عِلْمُه؟ "وعن مالِه؛ مِن أينَ اكتَسَبَه؟ وفيمَ أنفَقَه؟" ويَسألُه رَبُّه عَزَّ وجَلَّ عن أموالِه التي جَمَعَها، أمِن حَلالٍ أم مِن حَرامٍ؟ وفيمَ أنفَقَها؟ أفي طاعةٍ أم في مَعصيةٍ؟ "وعن جِسمِه" والمُرادُ به الصِّحَّةُ؛ "فيمَ أبلاه"، وعن قُوَّتِه ماذا فَعَلَ بها؟ وفيمَ أضاعَ شَبابَه وصِحَّتَه؟وهذا إرشادٌ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِأُمَّتِه إلى اغتِنامِ الفُرَصِ في الحياةِ؛ لِلعَمَلِ لِلآخِرةِ بِـمَلْءِ الأوقاتِ بالطَّاعاتِ؛ لِأنَّها هي عُمُرُ الإنسانِ في الدُّنيا، وذَخيرَتُه في الآخِرةِ
وفي الحَديثِ: بَيانُ أنَّ لِكُلِّ عَبدٍ وَقفةً لِلحِسابِ بَينَ يَدَيِ اللهِ تَعالى
وفيه: بَيانُ صِفةِ سُؤالِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لِلعَبدِ يَومَ القيامةِ