باب الرجاء 9

بطاقات دعوية

باب الرجاء 9

وعنه، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءا واحدا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه».
وفي رواية: «إن لله تعالى مئة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تعالى تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة». متفق عليه. (1)
ورواه مسلم أيضا من رواية سلمان الفارسي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إن لله تعالى مئة رحمة فمنها رحمة يتراحم بها الخلق بينهم، وتسع وتسعون ليوم القيامة».
وفي رواية: «إن الله تعالى خلق يوم خلق السماوات والأرض مئة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء إلى الأرض، فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة»

رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، ورحمته في الآخرة أضعاف ما جعله في الدنيا، وهذا يبعث في النفوس الرجاء والأمل في الله، والتوبة والعودة له سبحانه وتعالى
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة» وفي هذا بشرى للمؤمنين والعصاة والمذنبين أن يتوبوا ويعودوا إلى الله، وهذه الرحمة التي جعلها الله في خلقه وعباده مخلوقة، أما الرحمة التي هي صفة من صفات الرب سبحانه القائمة بذاته سبحانه، وهي تليق بجلاله وعظمته ليست بمخلوقة
«كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض»، أي: تملأ ما بين السماء والأرض ومقصوده التعظيم والتكثير لقيمة هذه الرحمة، «فجعل منها في الأرض رحمة» أي: جزءا واحدا من المئة جزء، وهذا الجزء الواحد الذي جعله الله في الدنيا؛ به تعطف الوالدة على ولدها، وذلك ببذلها الرعاية له والسهر على راحته، وحمايته من كل ما يؤذيه، «والوحش» وهو كل حيوان غير مستأنس، و«الطير» أي: تتراحم الأجناس فيما بينها بعضها على بعض، ولعل تخصيص الوحش والطير لشدة نفورها، كل ذلك من رحمة واحدة أنزلها الله في الدنيا، وتبقى الأجزاء التسعة والتسعون إلى يوم القيامة أكملها الله سبحانه مائة رحمة بهذه الرحمة، فيرحم الله بجميعها عباده المؤمنين الموحدين