باب الرجل يركع دون الصف
حدثنا حميد بن مسعدة أن يزيد بن زريع حدثهم: ثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن زياد الأعلم ، ثنا الحسن: أن أبا بكرة حدث: «أنه دخل المسجد ونبي الله صلى الله عليه وسلم راكع، قال: فركعت دون الصف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: زادك الله حرصا ولا تعد»
الحرص على شعائر الإسلام وفروضه والمبادرة لإدراكها دليل صلاح العبد وصدق إيمانه بالله عز وجل، ما لم يحمل الحرص والمبادرة على تجاوز أمر الشرع ونهيه، وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على ذلك، لا سيما في صلاة الجماعة؛ فإنهم كانوا لا يعدلون عن الصلاة في الجماعة إلا لعذر، وفي هذا الحديث يخبر أبو بكرة رضي الله عنه أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجده صلى الله عليه وسلم راكعا في الصلاة، فأراد رضي الله عنه أن يدرك الركعة مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يقوم من ركوعه، فركع منفردا قبل أن يصل ويضم إلى الصف، ومشى راكعا إلى أن بلغ الصف، فلما ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم عقب الانتهاء من الصلاة، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بزيادة الحرص على الخير؛ لأنه علم أنه لم يفعل ذلك إلا لحرصه على إدراك الركعة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نهاه عن أن يفعل ذلك ثانيا؛ لأنه بذلك يكون مصليا منفردا خلف الصف، وهو منهي عنه. ويحتمل أن يكون النهي أيضا عائدا إلى المشي إلى الصف في الصلاة؛ فإن الخطوة والخطوتين وإن لم تفسد الصلاة، لكن الأولى التحرز عنها.والأصل أن المأموم يذهب إلى الجماعة في تؤدة وطمأنينة، فما أدركه مع الإمام صلاه معه، وما فاته من الصلاة أتمها عقب تسليم الإمام