باب الرجل يكتني قبل أن يولد له1
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر، حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن مولى للزبير
عن عائشة، أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: كل أزواجك كنيته غيري! قال: "فأنت أم عبد الله" (2)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يحبُّ زوْجتَه عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها حُبًّا شَديدًا، وكان صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُجيبُها لِمَا تَطلُب ويُحبُّ أن يُرضِيَها.
وفي هذا الحَديثِ تَحكِي أمُّ المؤمنِينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّها قالت: "يا رسولَ اللهِ، كلُّ صَواحِبي"، تَعني: مُعظمَ مَن حولَها من النِّساءِ مِن زَوجاتِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وممَّن يَدْخُلْنَ عليها، "لهنَّ كُنًى"، أي: لكلِّ واحدةٍ منهنَّ كُنيَةٌ تُكْنَى بها، وأمَّا أنا فليسَتْ لي كُنيَةٌ، فاجعَلْ لِي كُنيَةً مثلهنَّ. والكُنيَةُ أن يُقال للرَّجُل أو المرأةِ: يا أبا فلانٍ، أو يا أمَّ فلانٍ، فقال لها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "فاكْتَني"، أي: اجْعَلي كُنْيتَكِ "بابنِكِ عبدِ اللهِ"، أي: بابنِ أُختِكِ أَسماءَ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، ولتكُنْ كنيَتُكِ أمَّ عبدِ اللهِ، فكانَت عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها تُكْنى بأمِّ عبدِ اللهِ كما كَنَّاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.