باب السجود 1
سنن ابن ماجه
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم
عن ميمونة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سجد جافى يديه، فلو أن بهمة أرادت أن تمر بين يديه لمرت (2).
في هذا الحديثِ تَصِفُ ميمونةُ بنتُ الحارثِ زَوْجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هيئةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سُجودِه، فتقولُ: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا سجَدَ، لو شاءت- أي أَرادتْ- "بَهْمَةٌ"- وهي صِغارُ الغَنمِ- أن تَمُرَّ بين يديه لَمَرَّت، والمعنى: لو شاءت أن تَدخُلَ تحتَ يديه، (لَمَرَّت)، أي: استطاعت المرورَ تحت يَدَيْه إذا سَجَدَ؛ لِشِدَّةِ رَفْعِه يديه في السُّجودِ، وفي هذا مُبالغةٌ في مباعدةِ اليدين عن الجَنبَينِ، ورفْعِ البطنِ عن الفَخِذَين في حالة السُّجودِ؛ لأنَّه لا يُمكنُ مُرورُ البَهْمَةِ تحت اليَدينِ، إلَّا إذا كان المصلِّي على هذه الصِّفةِ.
ويظهر من هذا الحديثِ أن هذه الهيئاتِ أقربُ إلى الخُشوعِ، وأَمْكنُ في التَّواضعِ.
وفيه: عنايةُ أمَّهاتِ المؤمنين بنَقلِ صفةِ عبادةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتبليغِها للأُمَّةِ .