باب الصبر 10
بطاقات دعوية
وعن أبي عبد الرحمانِ عبدِ الله بنِ مسعودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كَأَنِّي أنْظُرُ إِلَى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِياءِ، صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْهمْ، ضَرَبه قَوْمُهُ فَأدْمَوهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ، يَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَومي، فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمونَ». مُتَّفَقٌ علَيهِ. (1)
كان شأن النبي صلى الله عليه وسلم كشأن غالب الأنبياء عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام؛ أوذوا في سبيل الله، وتعرضوا للتكذيب من قومهم، فتحملوا من الإيذاء ما كتبه الله عليهم في سبيل القيام بحق الأمانة والتبليغ
وفي هذا الحديث يخبر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصف حال نبي من الأنبياء، وقد ضربه قومه حتى سال منه الدم من ضربهم، فأخذ يمسح الدم عن وجهه ويقول: «اللهم اغفر لقومي»، يطلب من الله عز وجل العفو والصفح عنهم، وعدم مؤاخذتهم بفعلهم، وأضافهم إليه «قومي» شفقة ورحمة بهم، ثم اعتذر عنهم بجهلهم، فقال: «فهم لا يعلمون»، وهذا من رأفة النبي على قومه وحب الخير لهم، وخشية من العقاب وحلول العذاب عليهم جزاء لتعذيبهم وإيذائهم نبيا من أنبياء الله
وقد وقع لنبينا صلى الله عليه وسلم مثل هذا في غزوة أحد، وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث هو الحاكي والمحكي عنه، وكأنه أوحي إليه بذلك قبل غزوة أحد ولم يعين له ذلك، فحكاه صلى الله عليه وسلم لأصحابه، فلما وقع تعين أنه المعني بذلك