باب الصلاة على القبر
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد (3) أو شابا ففقدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأل عنها أو عنه فقالوا مات (ماتت) قال أفلا كنتم آذنتموني قال فكأنهم صغروا أمرها أو أمره فقال دلوني على قبرها (قبره) فدلوه فصلى عليها ثم قال إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم. (م 3/ 56)
كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما وَصَفَه ربُّه في قُرآنِه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، وصَلاتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الميِّتِ رَحمةٌ له ونُورٌ يُنوِّرُ اللهُ به قبْرَ الميِّتِ.وفي هذا الحديثِ يَروي أبو هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ سَألَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الرَّجلِ أوِ المرأةِ السَّوداءِ الَّتي كانتْ تُنظِّفُ المسجِدَ وتَكْنُسُه، فَأخبَروه أنَّها ماتَتْ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه: «أَفَلا كُنْتم آذَنْتُموني» فأعْلمتُموني بموتها، وفي رِوايةِ الصَّحيحينِ أنَّهم حقَّروا شَأنَ الميِّتِ ولم يَهتمُّوا به كَثيرًا، وفي رِوايةِ النَّسائيِّ عن أبي أُمامةَ بنِ سَهلِ بنِ حُنيفٍ رَضيَ اللهُ عنه: «كَرِهنا أنْ نُوقِظَك لَيلًا». ثُمَّ سَأَلَ عَن قَبْرِها أو قَبْرِه وصلَّى على الميِّتِ عندَ القبْرِ بعْدَ أنْ دُفِنَ.وفي الحديثِ: فَضلُ تَنظيفِ المسجدِ، والسُّؤالُ عَن الخادمِ والصَّديقِ إذا غابَ.وفيه: المُكافأةُ بالدُّعاءِ، والتَّرغيبُ في شُهودِ جَنائزِ أهْلِ الخَيرِ.وفيه: مَشروعيَّةُ الصَّلاةِ على الميِّتِ الحاضِرِ عندَ قَبْرِه لمَن لم يُصَلِّ عليه، والإعلامُ بالموتِ.