باب الطاعون شهادة لكل مسلم
بطاقات دعوية
عن حفصة بنت سيرين قالت قال لي أنس بن مالك بم مات يحيى بن أبي عمرة قالت قلت بالطاعون قالت فقال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطاعون شهادة لكل مسلم. (م 6/ 52
مِن رَحمةِ اللهِ تعالَى وفَضلِه على هذه الأُمَّةِ؛ أنْ جَعَلَ شُهداءَها أنواعًا كَثيرةً، فلمْ يَقصُرِ الشَّهادةَ على مَن قُتِلَ في المَعرَكةِ ضِدَّ أعدائِه، وإنَّما جَعَلَ شُهداءَها في أكثَرَ مِن ذلك.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن نَوعٍ مِنَ الشُّهَداءِ، وهو الذي يَموتُ بالطَّاعُونِ، وهُوَ قُروحٌ تَخرُجُ في الجَسَدِ، فتَكونُ في المَرافقِ، أوِ الآباطِ، أوِ الأيدي، وسائرِ البَدَنِ، ويَكونُ معه وَرَمٌ وألَمٌ شَديدٌ، وقيلَ: إنَّ الطَّاعونَ اسمٌ لكُلِّ وَباءٍ عامٍّ يَنتَشِرُ بسُرعةٍ، وقدْ سُمِّيَ طاعونًا لِسُرعةِ قَتْلِه. فمَن ماتَ بهذا الوَباءِ كان في عِدَادِ الشُّهَداءِ، إلَّا أنَّ هذه الشَّهادةَ هي بالنِّسبةِ للأجْرِ في الآخِرةِ، ولَيستْ لها أحكامُ شَهيدِ المَعرَكةِ في الدُّنيا؛ مِن تَرْكِ تَغسيلِه، وتَكفينِه، ودَفْنِه في ثِيابِه التي ماتَ بها.
قيلَ: سَبَبُ كَونِ المَوتِ بالطَّاعونِ، ونَحوِه مِنَ المَوتِ بالبَطْنِ، أو تَحتَ الهَدْمِ، أوِ الغَرَقِ، وغَيرِها ممَّا جاءَ في الرِّواياتِ شَهادةً؛ شِدَّةُ هذه المِيتةِ وعَظيمُ الألَمِ فيها، فجَزاهمُ اللهُ على ذلكَ بأنْ جَعَلَ لهم أجْرَ الشُّهَداءِ؛ تَفَضُّلًا منه سُبحانَه وكَرَمًا.