باب الغسل من مواراة المشرك
سنن النسائي
![باب الغسل من مواراة المشرك](https://ghondur.com/a/uploads/images/202308/image_750x_64e11b29d08b9.jpg)
أخبرنا محمد بن المثنى عن محمد قال حدثني شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت ناجية بن كعب عن علي رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إن أبا طالب مات فقال اذهب فواره قال إنه مات مشركا قال اذهب فواره فلما واريته رجعت إليه فقال لي اغتسل
قال الشيخ الألباني : صحيح
كان أبو طالِبٍ عَمُّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قد مات كافِرًا، وفي مَوتِه يُخبِرُ عليُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضِي اللهُ عَنه: "قلتُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: إنَّ عَمَّكَ"، يُريدُ: أبا طالِبٍ، "الشَّيخَ الضَّالَّ"، أي: لكوْنِه كان كافِرًا، "قد ماتَ"، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لعلِيٍّ: "اذهَبْ فوَارِ أباكَ"، أي: ادفِنْه، "ثمَّ لا تُحْدِثَنَّ شيئًا"، أي: لا تَفعَلْ شيئًا عقِبَ دَفْنِك له، "حتَّى تأتِيَني"، أي: لِأقولَ لكَ ما الَّذي ستَفعَلُه، قال علِيٌّ: "فذَهَبتُ فوارَيْتُه"، أي: دفَنتُه، "وجئْتُه"، أي: إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ "فأمَرَني فاغتسَلْتُ"، أي: كغُسْلِ الجَنابَةِ لِمُورَاتِه ودَفْنِه لأبِيهِ، "ودعا لي"، أي: جعَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَدعو لعلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ؛ مواساةً له وتَطيِيبًا لخاطِرِه
قيل: إنَّ هذا الاغتسالَ مبنيٌّ على أنَّه غَسَّلَه، وأنَّ مَن يُغسِّلُ الميتَ ينبَغي له أن يَغتسِلَ، ويَحتمِلُ أن يختَصَّ ذلك بالكافرِ؛ لقولِه تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: 28]، وقيل: إنَّ هذا الاغتِسالَ مِن دَفنِه، لا مِن غُسلِه؛ فيكونُ مَخصوصًا بالكافرِ لِنَجاستِه. لكنَّ الأحاديثَ تَقْتضي العمومَ