باب القتال في سبيل الله سبحانه وتعالى2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عفان، حدثنا ديلم بن غزوان، حدثنا ثابت
عن أنس بن مالك، قال: حضرت حربا، فقال عبد الله بن رواحة: يا نفس
ألا أراك تكرهين الجنه … أحلف بالله لتنزلنه
طائعة أو لتكرهنه
الشَّهادةُ في سَبيلِ الله تعالى من أعظمِ المنازِلِ، وقد أعطى اللهُ للشُّهداءِ فَضلًا عظيمًا؛ ولِذا حَرَص الصَّحابةُ الكرامُ على نَيْلِ الشَّهادةِ في سبيلِ اللهِ، فنالَها كثيرٌ مِنهم في ساحاتِ القتالِ.
وفي هذا الخبَرِ يَقولُ أنَسُ بنُ مالك رَضِي اللهُ عنه: "حضَرتُ حَربًا فقال عبدُ اللهِ بنُ رَواحَةَ: يا نَفسُ، ألَا أراكِ تَكْرَهينَ الجنَّهْ!"، أي: تَكرَهين سبَبَ الدُّخولِ إلى الجنَّةِ وهو القتلُ في سبيلِ اللهِ في المعركةِ، ولعلَّه قال هذا تَشجيعًا لنَفسِه على القِتالِ، وحَثًّا على طلَبِ الشَّهادةِ؛ بدليلِ قولِه بَعْدَها: "أَحلِفُ باللهِ لَتَنزِلِنَّهْ، طائِعةً أو لَتكرهنَّهْ"، أي: أُقسِمُ باللهِ قسَمًا مُؤكَّدًا أن أُحارِبَ وأُقاتِلَ طائعةً نَفْسي، أو لأَجبُرَنَّها على القِتالِ.
وقد استُشهِدَ عبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ في غَزوَةِ مُؤتةَ كما في الصَّحيحِ، حيثُ "أخَذ الرَّايةَ زَيدٌ فأُصيبَ، ثمَّ أخَذَها جَعفرٌ فأُصيبَ، ثمَّ أخَذَها عبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ فأُصيبَ- وإنَّ عَيْنَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لَتَذرِفانِ- ثمَّ أخَذَها خالِدُ بنُ الوليدِ مِن غيرِ إمرَةٍ، ففُتِحَ له".
وفي الحديثِ: بيانُ فضلٍ ومنقَبةٍ لعبدِ اللهِ بنِ رَواحةَ.