باب النهى عن التعرى
حدثنا عبد الله بن محمد بن نفيل حدثنا زهير عن عبد الملك بن أبى سليمان العرزمى عن عطاء عن يعلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا يغتسل بالبراز بلا إزار فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال -صلى الله عليه وسلم- « إن الله عز وجل حيى ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر ».
الحياء خلق الإسلام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أمته الحياء، ويبعدهم عن عادات الجاهلية التي ليس فيها تبذل وعدم تحرج، وأنه ينبغي البعد عن الناس والتستر والتحرز عند كشف العورة
وفي هذا الحديث يحكي يعلى بن أمية رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يغتسل بالبراز"، أي: إنه يقف عريانا مكشوفا، والبراز: أماكن قضاء الحاجة، والمراد به: الفضاء والأماكن الواسعة التي لا يوجد بها أحد، "فصعد المنبر"، أي: يخطب في الناس، "فحمد الله وأثنى عليه، وقال: إن الله عز وجل حليم"، أي: من صفاته الحلم، وهو: الصفح وعدم المعاجلة بالعقوبة، "حيي" من الحياء، "ستير"، أي: يستر العيوب والفضائح، "يحب الحياء"، أي: يحب من عبده أن يتصف بالحياء، وهو: صفة مدح في النفس، تحمل صاحبها على فعل كل خير كان، وترك ما يذم ويعاب، وهو خلق يمنحه الله تعالى للعبد، يمنعه من ارتكاب القبائح والرذائل، ويدفعه على فعل الفضائل، "والستر"، أي: ويحب الله عز وجل أن يستر العبد على نفسه معايبه ومعايب أخيه المسلم، "فإذا اغتسل أحدكم"، أي: أراد أن يغتسل ويكشف عورته، "فليستتر"، أي: يجعل بينه وبين أعين الناس حائلا يمنعهم من الاطلاع على عورته
وفي الحديث: إثبات صفة الحلم والحياء والستر لله عز وجل بما يليق بذاته وجلاله، في غير مشابهة للعباد، والتحلي بصفتي الحياء والستر
وفيه: الحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان