باب النهي أن يعاب الطعام
سنن ابن ماجه
حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي حازم عن أبي هريرة، قال: ما عاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاما قط، إن رضيه أكله وإلا تركه (1)
الطَّعامُ والشَّرابُ مِن رِزقِ اللهِ تعالَى الَّذي مَنَّ به علينا، فإذا عابَ المَرءُ ما كَرِهَه مِن الطَّعامِ، فإنَّه قد رَدَّ على اللهِ سُبحانه رِزقَه، وقد يَكرَهُ بعضُ النَّاسِ مِن الطَّعامِ ما لا يَكرَهُه غَيرُه، ونِعمُ اللهِ تعالَى لا تُعابُ، وإنَّما يَجِبُ الشُّكرُ عليها، والحَمدُ للهِ لأجْلِها؛ لأنَّه لا يَجِبُ لنا عليه شَيءٌ منها؛ بلْ هو مُتفضِّلٌ في إعْطائِه، عادلٌ في مَنْعِه، ولأجْلِ ذلك كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَعيبُ طَعامًا أبدًا، وإنَّما كان يَأكُلُه إذا اشْتَهاه وأرادَه، فإذا لم يُحِبَّه ترَكَه ولم يَعِبْه؛ تأدُّبًا معَ اللهِ تعالَى في عدَمِ إبْداءِ الكَراهةِ لرِزقِه.
وهذا مِن حُسنِ رِعايةِ النِّعمِ؛ حتَّى لا تَزولَ مِن العَبدِ، كما أنَّه يدُلُّ على حُسنِ الخُلقِ.