باب الوضوء من القبلة 1
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير
عن عائشة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. فقلت: ما هي إلا أنت! فضحكت (2).
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أكثرَ النَّاسِ خوفًا وخشيةً مِن اللهِ تعالى، ومعَ تَقْواه وخَشيتِه لم يَكُن يُشدِّد على نفْسِه ولا أُمَّته في الأمورِ المباحةِ التي ليستْ مُحرَّمةً.
وفي هذا الحديثِ: تُخْبِرُ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها زوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد قَبَّلَ امرأةً من زوجاتِه، ثمَّ خَرَج إلى صلاتِه دونَ وُضوءٍ من تلك القُبْلةِ، فقال لها عُرْوةُ بنُ الزُّبيرِ ابنُ أُخْتِها، وكان يَسْمَعُ منها الحديثَ: "مَن هي إلَّا أنتِ؟"، أي: إنَّ التي قَبَّلَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هي عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها، "فضَحِكتْ"، أي: عائشةُ، وهو إقرارٌ منها بصِحَّةِ ما قاله عُروةُ: إنَّها هي الَّتي قَبَّلَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَبْلَ خُروجِه للصَّلاةِ.
وفي الحديثِ: حُسنُ مُلاطَفةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لزَوجاتِه، ومُعاشَرتُه لهنَّ بالمعروفِ.