باب الوضوء من النوم، ومن لم ير من النعسة والنعستين أو الخفقة وضوءا 1
بطاقات دعوية
عن عائشةَ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
" إذا نَعَسَ أحدُكم وهو يصلِّي فلْيَرقُدْ، حتى يَذهبَ عنهُ النَّومُ، فإنَّ أحدَكم إذا صلَّى وهو ناعسٌ لا يَدري لعلَّهُ يَستغفرُ؟ فيَسُبُّ نفْسَهُ".
الصَّلاةُ عبادةٌ عَظيمةٌ يقِفُ فيها العبدُ بينَ يدَيْ ربِّه؛ فلا بدَّ أن يَكونَ واعيًا نشيطًا، خاشِعًا متدبِّرًا، ولا يَجعَلَ وقتَ كسَلِه وتعَبِه ونَومِه للصَّلاةِ، وذلك حتَّى يَحوزَ على الأجرِ الكاملِ ولا تَكونَ صَلاتُه وَبالًا عليه؛ فرُبَّما حرَّفَ الكلامَ والدُّعاءَ فدَعا على نفْسِه.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "إذا نَعِسَ أحَدُكم"، أي: غالَبَه النَّومُ مِن تَعبٍ أو كَسلٍ، والنُّعاسُ: أوَّلُ مُقدِّماتِ النَّومِ، "في الصَّلاة فلْيَرْقُدْ"، أي: يَنصَرِفْ عنِ الصَّلاةِ ويَنَمْ، "حتَّى يَذهَبَ عنه النَّومُ"، أي: حتَّى ينشَطَ مرَّةً أخرى ويبتَعِدَ عنه النَّومُ والكسَلُ، ثمَّ بيَّن النَّبيُّ الكريمُ السَّببَ في ذلك فقال: "فإنَّ أحَدَكم إذا صلَّى وهو ناعسٌ لعلَّه يَذهَبُ يَستغفِرُ فيَسُبُّ نفْسَه"، أي: لعلَّ الَّذي يُصلِّي وهو في حالةِ النُّعاسِ وهو لا يَدْري بما يَقولُه فيُبدِّلُ الكلامَ فبَدلًا مِن أن يدعُوَ لنَفسِه بالخيرِ يَدْعو على نفسِه بالشَّرِّ، أو يسُبُّ نفْسَه وهو لا يَشعُرُ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على اليقَظَةِ والتَّنبُّهِ في الصَّلاةِ