باب بأي اليدين يستنثر
سنن النسائي
أخبرنا موسى بن عبد الرحمن قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال حدثنا خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي أنه دعا بوضوء فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى ففعل هذا ثلاثا ثم قال : هذا طهور نبي الله صلى الله عليه و سلم
قال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد
علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُمَّتَه كيفيَّةَ إسباغِ الوُضوءِ، ونَقَل الصَّحابةُ الكرامُ هَدْيَه في ذلك بقَولِهم وفِعلِهم، وفي هذا الحديثِ يُخبرُ التَّابعيُّ عبدُ خيرٍ، عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه: "أنَّه دعا بوَضوءٍ"، أي: طلب ماءً ليَتوضَّأَ به فكان من هيئةِ وُضوئِه "فتَمضمض واستنشَق"، و"المضمضةُ": تحريكُ الماءِ في الفمِ وإدارتُه فيه ثمَّ إلقاؤه، والاستِنشاقُ: إيصالُ الماءِ إلى أعلى الأنفِ والخياشيمِ تَنظيفًا لما يَجتمِعُ في داخِلِها، "ونثر بيدِه اليُسرى"، أي: نفَض الماءَ وأخرَجه من أنفِه بيدِه اليُسرى، "ففَعل هذا ثلاثًا"، أي: فَعل هيئاتِ الوضوءِ ثلاثَ مرَّاتٍ مع كلِّ عضوٍ من أعضاءِ الوضوءِ، وفي هذا إشارةٌ إلى ما صَنعه من كيفيَّةِ الوضوءِ، لا المضمضةِ، والاستنشاقِ، والاستِنثارِ فقط، فإنَّ هذا الحديثَ مختَصَرٌ عمَّا ذكر في روايةِ أبي داودَ، "ثمَّ قال هذا طَهورُ نبيِّ اللهِ"، وهذا بَيانٌ لكيفيَّةِ وُضوءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في إسْباغِ الوُضوءِ وإكمالِه
وقد بيَّنت الرِّواياتُ الصَّحيحةُ أنَّ هذا ما كان يَفعلُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غالبِ الأحيانِ؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَتوضَّأُ على كيفيَّاتٍ مُتعدِّدةٍ: مرَّةً مرَّةً، ومرَّتين مرَّتين، وثلاثًا ثلاثًا، لكنَّ الغالبَ هو الثلاثُ كما يُرشِدُ إليه كلامُ عليٍّ رضي اللهُ عنه وغيرِه من الصَّحابةِ
وفي الحديثِ: بيانُ حِرصِ الصَّحابةِ على نَقْلِ سُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بقَولِهم وفِعلِهم إلى التَّابعين والمسلِمين بَعدَهم