باب باب إكرام أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبيان فضلهم 2

بطاقات دعوية

باب باب إكرام أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبيان فضلهم  2

وعن يزيد بن حيان ، قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة ، وعمرو ابن مسلم إلى زيد بن أرقم - رضي الله عنهم - ، فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت خلفه : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يا ابن أخي ، والله لقد كبرت سني ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فما حدثتكم ، فاقبلوا ، وما لا فلا تكلفونيه . ثم قال : قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال : (( أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله ، فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله ، واستمسكوا به )) ، فحث على كتاب الله ، ورغب فيه ، ثم قال : (( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي )) فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس . قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم . رواه مسلم .
وفي رواية : (( ألا وإني تارك فيكم ثقلين : أحدهما كتاب الله وهو حبل الله ، من اتبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة )) .

حفظ الله سبحانه وتعالى مقام نبيه صلى الله عليه وسلم، وأعلى من شأنه؛ فهو المبلغ عنه آخر رسالاته، وسيد المرسلين، فأمر عز وجل بتوقيره وحفظ مكانته، فقال: {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه} [الفتح: 9]، وحفظ حق أهل بيته صلى الله عليه وسلم من حفظ حقه؛ فهم عرضه، ووصلهم بالود من وصله ووده؛ ولذلك كان شر الخلق من يخوضون في عرض زوجاته أمهات المؤمنين ويسبونهن، وفي هذا الحديث يذكر أبو بكر رضي الله عنه الناس بهذا الحق الذي ينبغي على كل مسلم حفظه، فقال: «ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته»، يعني: احفظوه في أهله؛ فلا تسبوهم ولا تؤذوهم، وأهل بيته هم فاطمة وأبناؤها وزوجاته، رضي الله عنهم أجمعين