باب تحريم التبختر في المشي مع إعجابه بثيابه
بطاقات دعوية
حديث أبي هريرة، قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل جمته، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة
حرم الله تعالى الجنة على المتكبرين؛ وذلك لأنها صفة لا ينبغي لأحد أن يتصف بها؛ فهي خاصة بالمولى سبحانه وتعالى، فمن نازعه فيها وجب عليه عذاب الآخرة، وكان عرضة لعذاب الدنيا
وفي هذا الحديث يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قد خسف الأرض برجل كان يجر إزاره -وهو ثوبه الذي يواري نصفه الأسفل- مختالا بنفسه -وهو التكبر والتبختر مع الإعجاب- فغاصت به الأرض؛ فهو يتجلجل في الأرض، أي: يتحرك، وينزل ويسوخ في الأرض مضطربا متدافعا، وسيظل كذلك فيها إلى يوم القيامة، وإنما فعل به ذلك تدريجا؛ ليدوم عليه العذاب، فيكون أبلغ في نكايته، وإهانته لكبره
والتقييد بجر الإزار هنا خرج مخرج الغالب، ولكن البطر والتبختر مذمومان على كل حال، ولو ممن شمر ثوبه، والذي يجتمع من الأدلة: أن من قصد بالملبوس الحسن إظهار نعمة الله عليه، مستحضرا لها، شاكرا عليها، غير محتقر لمن ليس له مثله؛ لا يضره ما لبس من المباحات، ولو كان في غاية النفاسة؛ ففي صحيح مسلم، عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس»
وفي الحديث: التحذير من التكبر والخيلاء
وفيه: بيان تغليظ الوعيد في جر الإزار