باب تسليم الحجر على النبي - صلى الله عليه وسلم -
بطاقات دعوية
عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن. (م 7/ 58 - 59
اللهُ سُبحانَه وتَعالَى أيَّدَ نَبيَّه محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأعَدَّ نفْسَه الشَّريفةَ قبْلَ البَعثةِ لتَحمُّلِ النُّبوَّةِ، فأظهَرَ له مُعجِزاتٍ يَراها بنَفسِه ويَشعُرُ بها.
وفي هذا الحديثِ ذَكَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه يَعرِفُ حَجرًا بمَكَّةَ كان يُسلِّمُ عليه قبْلَ أنْ يُبعَثَ بالنُّبوَّةِ والرِّسالةِ، وقبْلَ أنْ يُشافِهَه الملَكُ جِبريلُ عليه السَّلامُ بالرِّسالةِ، ولا غَرابةَ في هذا؛ فإنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالَى ذَكَر ما يُؤيِّدُ ذلك مِن تَمييزِ الأحجارِ وبعضِ الجَماداتِ، مِثلُ قولِه تعالَى في الحِجارةِ: {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [البقرة: 74]، وقولِه تعالَى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44]، فيَجعَلُ اللهُ تعالَى فيه تَمييزًا بحَسَبِه. وفي تَسليمِ الحَجرِ عليه قبْلَ البَعثةِ إرهاصٌ، والإرهاصُ أمرٌ خارقٌ للعادةِ يَظهَرُ على يَدِ مَن سيُنبَّأُ، قيل: كان هذا مِن لُطفِ اللهِ بنَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ قَدَّمَ له وخَصَّه ببَشائرَ وكَراماتٍ، فدرَّجَه بذلك تَدريجًا لقَبولِ ما يُلْقى إليه، ولِتَسهيلِ مُشافَهةِ الملَكِ عليه، ثمَّ أَخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه ما زال يَعرِفُه بمَكانِه وصِفاتِه.
وفي الحديثِ: بَيانُ ما أكرَمَ اللهُ سُبحانَه وتَعالَى نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمُعجزاتِ الظَّاهرةِ الدَّالَّةِ على صِدقِ نُبوَّتِه.
وفيه: خَلقُ اللهِ عزَّ وجلَّ التَّمييزَ في بعضِ الجَماداتِ.