باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم والشفقة عليهم ورحمتهم 14
بطاقات دعوية
وعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». متفق عليه. (1)
يبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الجليل -الذي قيل فيه: إنه ربع الإسلام، ومن أحاديث أربعة تتفرع عنها جماع آداب الخير- أنه لا يتحقق الإيمان الكامل لأحد من المسلمين -والنفي هنا لا يقصد به نفي أصل الإيمان، وإنما نفي الكمال- حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الطاعات وأنواع الخيرات في الدين والدنيا، ويكره له ما يكره لنفسه، فإن رأى في أخيه المسلم نقصا في دينه، اجتهد في إصلاحه، وإن رأى فيه خيرا سدده وأعانه على الثبات عليه والزيادة منه؛ فلا يكون المؤمن مؤمنا حقا حتى يرضى للناس ما يرضاه لنفسه، وهذا إنما يأتي من كمال سلامة الصدر من الغل والغش والحسد؛ فإن الحسد يقتضي أن يكره الحاسد أن يفوقه أحد في خير، أو يساويه فيه؛ لأنه يحب أن يمتاز على الناس بفضائله، وينفرد بها عنهم، والإيمان يقتضي خلاف ذلك، وهو أن يشركه المؤمنون كلهم فيما أعطاه الله من الخير