باب توقيره صلى الله عليه وسلم وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه أو لا يتعلق به تكليف، وما لا يقع، ونحو ذلك

بطاقات دعوية

باب توقيره صلى الله عليه وسلم وترك إكثار سؤاله عما لا ضرورة إليه أو لا يتعلق به تكليف، وما لا يقع، ونحو ذلك

حديث أنس رضي الله عنه، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، خطبة، ما سمعت مثلها قط قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجوههم، لهم خنين فقال رجل: من أبي قال: فلان فنزلت هذه الآية (لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم)

كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى ويسمع ما لا يراه البشر ولا يسمعونه، وكان بأمته رؤوفا رحيما
وفي هذا الحديث يخبر أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون"، أي: إني أشاهد ما لا تستطيعون مشاهدته، وأسمع ما لا تستطيعون سماعه من أمور غائبة عنكم، "أطت السماء"، أي: أصدرت صوتا وصوتت، والأطيط هو صوت الإبل وحنينها، وصوت الأقتاب، "وحق لها أن تئط"، أي: وكان لها الحق في أطيطها وينبغي عليها أن تئط والسبب أنه؛ "ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله ساجدا"، أي: ليس في السماء مقدار موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك من الملائكة، واضع جبهته ذلا وخضوعا ساجدا لله، والمعنى: أن كثرة ما في السماء من الملائكة قد أثقلها حتى أطت
ثم قال صلى الله عليه وسلم: "والله لو تعلمون ما أعلم"، أي: يقسم النبي صلى الله عليه وسلم بالله ويقول: لو كنتم تعلمون ما أعلم من عظم الأمر وهوله وشدته، "لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا"، أي: لقل ضحككم ولزاد بكاؤكم من هول ما تعلمون، "وما تلذذتم بالنساء على الفرش"، أي: ولا هنئ لكم الاستمتاع بزوجاتكم من الخوف والفزع وهول الأمر وشدته، "ولخرجتم إلى الصعدات"، أي: ولتركتم بيوتكم وخرجتم في الطرق والسبل، "تجأرون إلى الله"، أي: تتضرعون إلى الله أن ينجيكم ويغفر لكم ويعفو عنكم
فقال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: "لوددت أني كنت شجرة تعضد"، ومعناه: لتمنيت أني كنت شجرة تقطع وتستأصل من مكانها فتفنى وتنتهي