باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها

بطاقات دعوية

باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن أو نحو ذلك حتى الشوكة يشاكها

حديث عبد الله بن مسعود، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يوعك، فقلت: يا رسول الله! إنك توعك وعكا شديدا. قال: «أجل. إني أوعك كما يوعك رجلان منكم» قلت: ذالك أن لك أجرين. قال: «أجل. ذالك كذالك. ما من مسلم يصيبه أذى، شوكة فما فوقها، إلا كفر الله بها سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها» .

للصبر على الابتلاءات عموما والمرض خصوصا ثواب عظيم عند الله عز وجل؛ وذلك أن الله جعل الابتلاءات كفارات لذنوب المؤمن ورفعة لدرجاته، والأنبياء هم أشد الناس بلاء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبتلى ويصبر
وفي هذا الحديث يروي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يزوره في مرضه وهو يوعك وعكا شديدا، والوعك: الحمى، أو ألمها وتعبها، فمسه بيده، وقال: يا رسول الله، إنك توعك وعكا شديدا! قال: نعم، إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، أي: أصاب بالحمى كما يصاب رجلان منكم، أو أتعب وأتألم كما يتألم رجلان منكم، قال ابن مسعود رضي الله عنه: ذلك أن لك أجرين؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم: نعم، ثم أخبره صلى الله عليه وسلم أنه ما من مسلم يصيبه أذى؛ مرض فما سواه، أي: من مصائب كبيرة أو صغيرة، جليلة أو حقيرة، إلا كانت سببا أن يغفر الله له بها من ذنوبه، وتساقطت ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها، أي: تلقيه بعد جفافه؛ فشبه محو السيئات عنه سريعا بحالة الشجرة، وهبوب الرياح الخريفية، وتناثر الأوراق منها سريعا، وتجردها عنها
وفي الحديث: فضل الصبر على الأمراض والأعراض، وأنها تكفر السيئات، وتحط الذنوب