- باب ذكر التوبة4
سنن ابن ماجه
حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا علي بن مسعدة، عن قتادة
عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (1)
لا عِصمَةَ لأحَدٍ إلَّا الأنبياءُ؛ ولذلك كان على الإنسانِ إذا وَقَعَ في خَطَأٍ أو مَعصيةٍ أنْ يُبادِرَ بالعَودَةِ والتَّوبةِ إلى الله عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "كلُّ ابنِ آدَمَ خَطَّاءٌ"، أي: كلُّ إنسانٍ على وَجْهِ الأرضِ يُذنِبُ ويُكثِرُ من الخَطَأِ، فقَولُه: خَطَّاءٌ صِيغةُ مُبالَغَةٍ، وأمَّا الأنبياءُ؛ فإنَّهم مَخصوصون عن ذلك، وما صَدَرَ عنهم فهو مِن بابِ تَركِ الأَوْلى، أو يُقالُ: الزَّلَّاتُ المَنقولَةُ عن بعضِهم مَحمولةٌ على الخَطَأِ والنِّسيانِ من غَيرِ أنْ يكونَ لهم قَصدٌ إلى العِصيانِ، "وخَيرُ الخَطَّائينَ"، أي: وأفضَلُ بَني آدَمَ الَّذين يُخطِئون ويَعصُون هم، "التَّوَّابون"، أي: الذين إذا أذنَبوا رَجَعوا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ وتابوا، واستَغفَروا في كلِّ وَقتٍ وحينٍ؛ فمِن سَعةِ رَحمةِ اللهِ تَعالى بعِبادِه، وعَفْوِه عنهم أنْ شَرَعَ لهم التَّوبةَ؛ لِيَغفِرَ لهم الذُّنوبَ، ويَمحُوَ عنهُم السَّيِّئاتِ، وجعَلَ بابَ التوبةِ مَفتوحًا في كلِّ وقتٍ إلى أن تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغرِبِها، أو أنْ تَبلُغَ الرُّوحُ الغَرغَرَةَ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على الإكثارِ من التَّوبَةِ مهما بَلَغتِ الذُّنوبُ( ).