باب رد السائل
سنن النسائي
أخبرني هارون بن عبد الله، قال: حدثنا معن، قال: حدثنا مالك، ح وأنبأنا قتيبة بن سعيد، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن ابن بجيد الأنصاري، عن جدته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ردوا السائل ولو بظلف - في حديث هارون - محرق»
لقد حَثَّ الإسلامُ على الصَّدَقةِ، وإنْ كانت قليلةً
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "رُدُّوا السَّائلَ، ولو بظِلْفٍ مُحرَّقٍ"، أي: أعطُوا السَّائلَ، ولو ظِلْفًا مُحرَّقًا، أي: أُحرِقَ مِن النَّارِ، والظِّلْفُ مِن الحيوانِ كالظُّفرِ مِن الإنسانِ، والمرادُ: أعطُوه ولو كان شيئًا يسيرًا. وقيل: كان الظِّلْفُ المحرَّقُ له نفْعٌ عِندَهم؛ فكانوا يَفرُكونه ويَطحَنونه ويُسِفُّونه عندَ الضَّرورةِ والجوعِ، وقد يكونُ للتصدُّقِ بهذا الشَّيءِ القليلِ أجرٌ كبيرٌ عندَ اللهِ تعالى بحسَبِ حالِ المُنفقِ، وقد بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في حديثٍ آخَر -كما عند النَّسائيِّ وابنِ خُزيمةَ وابنِ حِبَّانَ- أنَّه: سبَق دِرْهمٌ مِئةَ ألْفِ دِرهمٍ؛ لأنَّ الرَّجُلَ كان له دِرْهَمان، فتصدَّق بأحدِهما، وهو نِصفُ مالِه، وأمَّا الآخَرُ فكان معه مالٌ كثيرٌ، فأخَذ مِن عُرْضِه مِئةَ ألْفِ دِرْهمٍ
وفي الحديثِ: الحثُّ على الصَّدقةِ، وإن قلَّت
وفيه: التَّكافلُ الاجتماعيُّ بينَ المجتمَعِ