باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان
بطاقات دعوية
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله لا يقبض العلم انتزاعا، ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا
جعل الله العلم منارا وهداية إلى طريقه، وبدون العلم يضل الناس الطريق، فالعلم الحقيقي يمنع من الوقوع في الزلل
وفي هذا الحديث يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله لا يرفع العلم من الناس بإزالته من قلوب العلماء ومحوه من صدورهم، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء وموتهم، فيضيع العلم، فلا يوجد فيمن يبقى من يخلف من مضى، وكلما ذهب عالم ذهب بما معه من العلم، حتى إذا لم يبق الله عالما ومات أهل العلم الحقيقي، وصل الجهلاء إلى المراكز العلمية التي لا يستحقونها؛ من تدريس وإفتاء ونحوه، وجعل الناس منهم علماء يسألونهم، فيفتون بغير علم لجهلهم، فيحلون الحرام، ويحرمون الحلال، فيضلون في ذات أنفسهم عن الحق، ويضلون من اتبعهم وأخذ بفتواهم من عامة الناس. ولا تغني المؤلفات والرسائل وغيرها عن وجود العلماء؛ لأنها لم تفهم على وجهها الصحيح بدونهم
وفي هذا الحديث: الحث على تعلم العلم وحفظه؛ فإنه لا يرفع إلا بقبض العلماء
وفيه: التحذير من ترئيس الجهلة، وتحذير ولاة الأمور من تعيين الجهلاء في المناصب الدينية وفيه: أن الفتوى هي الرياسة الحقيقية، وذم من يقدم عليها بغير علم