باب رفع اليدين فى الاستسقاء
حدثنا الحسن بن محمد الزعفرانى حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن أنس أن النبى -صلى الله عليه وسلم- كان يستسقى هكذا يعنى ومد يديه وجعل بطونهما مما يلى الأرض حتى رأيت بياض إبطيه.
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَديدَ التَّضرُّعِ إلى ربِّه عزَّ وجلَّ، كثيرَ مُناجاةِ ربِّه جلَّ وعلا، وكان يُعلِّمُ أُمَّتَه أنَّ مُلازَمةَ التَّضرُّعِ للهِ سُبحانَه وتعالَى مِن مَفاتيحِ النَّجاةِ، وفي هذا الحَديثِ المختصَرِ يَحكي الصَّحابيُّ الجليلُ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رفَعَ يدَيْهِ يَدْعو اللهَ عزَّ وجلَّ، وذلك في دُعاءِ الاستِسقاءِ، كما في رِوايةِ البُخاريِّ: «أتى رجُلٌ أعرابيٌّ مِن أهْلِ البَدْوِ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ الجُمُعةِ، فقال: يا رسولَ اللهِ، هَلَكَت الماشيةُ، هَلَكَ العِيالُ، هَلَكَ الناسُ، فرَفَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيه، يَدْعو، ورَفَعَ الناسُ أيدِيَهم معه يَدْعون»، وقد بالَغَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رفْعِ اليدينِ والتَّضرُّعِ إلى اللهِ تعالَى حتَّى ظَهَرَ بَياضُ إبْطِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ مِن شِدَّةِ مُبالَغتِه في الدُّعاءِ والتَّضرُّعِ والتَّوسُّلِ إلى اللهِ جلَّ وعَلا؛ فالابتهالُ والتَّضرُّعُ إلى اللهِ تعالَى بالدُّعاءِ والمبالَغةُ فيه؛ مِن أعظمِ الأسبابِ التي تَدفَعُ البَلاءَ وتَكشِفُ الضُّرَّ
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ الدُّعاءِ، ورفْعِ اليدينِ في الاستسقاءِ
وفيه: أنَّ التضرُّعَ إلى اللهِ تعالَى واللُّجوءَ والافتقارَ إليه مَفاتيحُ العَطاءِ وإجابةِ الدُّعاءِ