باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم 7

بطاقات دعوية

باب زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم 7

وعن أسير بن عمرو ، ويقال : ابن جابر وهو - بضم الهمزة وفتح السين المهملة - قال : كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم : أفيكم أويس بن عامر ؟ حتى أتى على أويس - رضي الله عنه - ، فقال له : أنت أويس ابن عامر ؟ قال : نعم ، قال : من مراد ثم من قرن ؟ قال : نعم . قال : فكان بك برص ، فبرأت منه إلا موضع درهم ؟ قال : نعم . قال : لك والدة ؟ قال : نعم . قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ، ثم من قرن كان به برص ، فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل )) فاستغفر لي فاستغفر له ، فقال له عمر : أين تريد ؟ قال : الكوفة ، قال : ألا أكتب لك إلى عاملها ؟ قال : أكون في غبراء الناس أحب إلي ، فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم ، فوافق عمر ، فسأله عن أويس ، فقال : تركته رث البيت قليل المتاع ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد ، ثم من قرن ، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك ، فافعل )) فأتى أويسا ، فقال : استغفر لي . قال : أنت أحدث عهدا بسفر صالح ، فاستغفر لي . قال : لقيت عمر ؟ قال : نعم ، فاستغفر له ، ففطن له الناس ، فانطلق على وجهه . رواه مسلم .
وفي رواية لمسلم أيضا عن أسير بن جابر - رضي الله عنه - : أن أهل الكوفة وفدوا على عمر - رضي الله عنه - ، وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس ، فقال عمر : هل هاهنا أحد من القرنيين ؟ فجاء ذلك الرجل ، فقال عمر : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قال : (( إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له : أويس ، لا يدع باليمن غير أم له ، قد كان به بياض فدعا الله تعالى ، فأذهبه إلا موضع الدينار أو الدرهم ، فمن لقيه منكم ، فليستغفر لكم )) .
وفي رواية له : عن عمر - رضي الله عنه - ، قال : إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول :
(( إن خير التابعين رجل يقال له : أويس ، وله والدة وكان به بياض ، فمروه ، فليستغفر لكم )) .
قوله : (( غبراء الناس )) بفتح الغين المعجمة ، وإسكان الباء وبالمد : وهم فقراؤهم وصعاليكهم ومن لا يعرف عينه من أخلاطهم (( والأمداد )) جمع مدد : وهم الأعوان والناصرون الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد .