باب شدة عذاب المنافق يوم القيامة
بطاقات دعوية
عن سلمة بن الأكوع: قال عدنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا موعوكا (4) قال فوضعت يدي عليه فقلت والله ما رأيت كاليوم رجلا أشد حرا فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ألا أخبركم بأشد حر منه يوم شدة عذاب المنافق يوم القيامة
القيامة هذينك الرجلين الراكبين المقفيين (5) لرجلين حينئذ من أصحابه. (م 8/ 124)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزورُ أَصحابَه ويَعودُ مَريضَهم، ويَدْعو لهم ويُعلِّمُهم أُمورَ دِينِهم
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ سَلمةُ بنُ الأكوعِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم ذَهَبوا مَع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى رجُلٍ مِن أصحابِه «مَوْعوكًا»، أي: يَتألَّمُ ويَتوجَّعُ مِن الحُمَّى، ثمَّ أخبَرَ سَلَمةُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه وَضَع يَدَه على ذلك الرَّجلِ المريضِ المَوعوكِ، ثمَّ قال: «واللهِ ما رَأيتُ كَاليومِ رَجلًا أَشدَّ حرًّا»، أي: سُخونةً مِنه، فَقال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَلَا أُخبِرُكم بأَشَدَّ حرًّا مِنه يَومَ القيامَةِ؟» أي: يكونُ أشَدَّ حَرارةً؛ وذلك مِن أثرِ الحسابِ والعذابِ الَّذي يَنالُه، «هَذَيْنِكَ الرَّجُلينِ الرَّاكبينِ المُقَفِّيَينِ» أي: هَذينِ الرَّجُلينِ المُولِّيَين أَقفِيَتَهما مُنصَرِفَيْنِ، يُشيرُ بذلك النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ «لرَجُلينِ مِن أَصْحابِه» وكانا مُنافِقينِ، وإنَّما سَمَّاهما مِن أَصحابِه لإِظهارِهِما الإِسلامَ، لا أَنَّهما مِمَّن نالَ شَرَفَ الصُّحبَةِ
وفي الحديثِ: خَطرُ النِّفاقِ وأنَّه سَببٌ لِدُخولِ النَّارِ