باب صفة الجنة10
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن سنان قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا مات فدخل النار، ورث أهل الجنة منزله" فذلك قوله عز وجل: {أولئك هم الوارثون} [المؤمنون: 10] (2).
ورَد التَّبشيرُ بالجنَّةِ ونَعيمِها، والتَّحذيرُ مِن النَّارِ وعذابِها على صوَرٍ متعدِّدةٍ، ومنها ما في هذا الحَديثِ، حيثُ يقولُ أبو هُرَيرةَ رَضي اللهُ عنه: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ما مِنكم مِن أحَدٍ إلَّا له مَنزِلان؛ مَنزِلٌ في الجنَّةِ ومَنزِلٌ في النَّارِ"، أي: أعَدَّ اللهُ سبحانه هذين المنزِلين أزَلًا؛ فإذا كان المرءُ مِن أهلِ الجنَّةِ أخَذ مَكانَه فيها وفَرَغ مكانُه في النَّارِ وبالعكسِ في النَّارِ؛ ولذلك تَبقى أماكنُ مَن دخَل النَّارَ فارغةً في الجنَّةِ، "فإذا مات فدخَل النَّارَ ورِثَ أهلُ الجنَّةِ مَنزِلَه"، أي: أخَذه أهلُ الجنَّةِ؛ "فذلِك قولُه تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} [المؤمنون: 10]" لأماكنِ أهلِ النَّارِ، ويَرِثون تلك المنازِلَ بقدْرِ أعمالِهم، وبقدْرِ دَرَجاتِهم وعلُوِّ مَنازلِهم عند اللهِ؛ كما قال تعالى: {أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43]، ويَحتمِلُ أنْ يُسمَّى الحُصولُ في الجنَّةِ وِراثةً؛ مِن حيثُ اختصاصُهم بذلك دون غيرِهم.
وفي الحديثِ: بُشرى للصَّالحين بما لهم في الجنَّةِ، فيَزدادون عمَلًا مع الرَّجاءِ في اللهِ تعالى.