باب صفة حجة النبى -صلى الله عليه وسلم-

باب صفة حجة النبى -صلى الله عليه وسلم-

قال عثمان « دم ابن ربيعة ». وقال سليمان « دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ». وقال بعض هؤلاء كان مسترضعا فى بنى سعد فقتلته هذيل « وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله اتقوا الله فى النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله وإن لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإنى قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم مسئولون عنى فما أنتم قائلون ». قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. ثم قال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس « اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد ». ثم أذن بلال ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا ثم ركب القصواء حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه فاستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حين غاب القرص وأردف أسامة خلفه فدفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله وهو يقول بيده اليمنى « السكينة أيها الناس السكينة أيها الناس ». كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فجمع بين المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين - قال عثمان ولم يسبح بينهما شيئا ثم اتفقوا - ثم اضطجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى طلع الفجر فصلى الفجر حين تبين له الصبح

السكينة والوقار من الصفات الحميدة التي حث عليها الشرع، خصوصا في العبادات ومواطن الزحام، كالحج
وفي هذا الحديث يروي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه انصرف مع النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة متوجها إلى المزدلفة، وعرفات: جبل يقع على الطريق بين مكة والطائف، ويبعد عن مكة حوالي (22 كم)، وعلى بعد (10 كم) من منى، و(6 كم) من مزدلفة، ويقام عنده أهم مناسك الحج، وهو الوقوف بعرفة يوم التاسع من شهر ذي الحجة. والمزدلفة: اسم للمكان الذي ينزل فيه الحجيج بعد الإفاضة من عرفات، ويبيتون فيه ليلة العاشر من ذي الحجة، وفيه المشعر الحرام، وتسمى جمعا، وتبعد عن عرفة حوالي (12 كم)
فسمع النبي صلى الله عليه وسلم الناس وراءه يصيحون في الإبل ودوابهم ويضربونها؛ لتسرع في سيرها، فأشار بسوطه إليهم إشارة ينهاهم فيها عن السرعة الشديدة، وأمرهم بالهدوء وتخفيف السرعة، والتزام الرفق وعدم مزاحمة الآخرين ومسابقتهم، وعلل صلى الله عليه وسلم نهيه لهم بقوله: فإن البر -الذي هو الخير- ليس بالإيضاع، وهو حمل الدابة على الإسراع في السير، يعني: فليست طاعة الله في سرعة السير. قيل: إنما نهاهم عن الإيضاع والجري إبقاء عليهم، ولئلا يضروا بأنفسهم بالتسابق من أجل بعد المسافة، ولأنهم راجعون من الوقوف بعرفة وهو مظنة التعب والمشقة؛ فأرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى الرفق والسكينة
وفي الحديث: مشروعية تنظيم حركة المرور، لا سيما عند الإفاضة من عرفات، وإشراف المسؤولين عليها