باب صفة فم النبي - صلى الله عليه وسلم - وعينيه وعقبه
بطاقات دعوية
عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضليع الفم (1) أشكل العين (2) منهوس العقبين قال قلت لسماك ما ضليع الفم قال عظيم الفم قال قلت ما أشكل العين قال طويل شق العين قال قلت ما منهوس العقب قال قليل لحم العقب. (م 7/ 84
لقدْ أُوتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن جَمالِ البَشَرِ ما يَليقُ بمِثلِه، وقدْ نَقَل الصَّحابةُ الكرامُ رَضِي اللهُ عنهم الصِّفاتِ الجسَديَّةَ والمعنويَّةَ والشَّمائلَ النَّبويَّةَ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ «ضَلِيعَ الفَمِ»، أي: عَظيمَه أو واسِعَه، وكانتِ العَربُ تَمدَحُ بذلكَ وتَذُمُّ صِغَرَ الفمِ، وكأنَّهم يَتخيَّلون أنَّ سَعةَ الفمِ يكونُ عنها سَعةُ الكلامِ والفصاحةُ، وأنَّ ضِيقَ الفمِ يكونُ عنه قِلَّةُ الكلامِ واللُّكنةُ.
«أَشكَلَ العَينِ» وهو الَّذي في بَياضِ عَينِه حُمْرةٌ، وهو أمرٌ مَحمودٌ. وقدْ فسَّر سِماكٌ-راوي الحديثِ- قولَه: «أَشكَلَ العَينِ» بأنَّه: طويلُ شَقِّ العَينِ، وقيل: إنَّ هذا وَهمٌ وغلَطٌ منه.
وقولُه: «مَنهوسُ العَقِبينِ»، أي: قَليلُ لَحمِ العَقبَينِ، وهما مُؤخَّرُ القدَمَينِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ بَعضِ صِفاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الخِلقيَّةِ.