باب طول السجود في قيام الليل
بطاقات دعوية
عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كانَ يصَلي إحدى (وفي روايةٍ: ثلاثَ ) عشرةَ ركعةً، كانت تلكَ صلاتَه، [تعني بالليل، فـ] يسجُدُ السجدةَ من ذلكَ قدْرَ ما يَقرأُ أحدُكم خمسينَ آيةً؛ قبلَ أن يَرفعَ رأسَه، و [كان] يركعُ [إذا سمع النداء بالصبح] ركعتين [خفيفتين] قبلَ صلاةِ الفجرِ، [حتى إِني لأقول: هل قرأ بأم الكتاب؟] ثم يضطجعُ على شِقهِ الأَيمنِ حتى يأتيَه المنادي للصلاةِ.
كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أعرَفَ الناسِ باللهِ عزَّ وجلَّ، وأخْشاهم له، وأعبَدَهم له، وقد كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دائمَ العِبادةِ للهِ عزَّ وجلَّ في لَيلِه ونَهارِه، لا سيَّما قِيامِ اللَّيلِ بالصَّلاةِ والذِّكرِ والتَّضرُّعِ.
وفي هذا الحديثِ تَذكُرُ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها صِفةَ صَلاةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في اللَّيلِ، وخاصَّةً صِفةَ سُجودِه، فتُخبِرُ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُصلِّي قِيامَ اللَّيلِ إحْدَى عَشْرةَ رَكعةً، وكان يَسجُدُ السَّجدةَ بمِقدارِ قِراءةِ خَمسينَ آيةً، وطُولُ سُجودِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قِيامِ اللَّيل؛ لاجتِهادِه فيه بالدُّعاءِ والتَّضرُّعِ إلى اللهِ، وذلك أبلَغُ أحوالِ التَّواضعِ والتَّذلُّلِ إلى اللهِ تعالَى، ثمَّ بعْدَ ذلك كان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَركَعُ رَكعتَينِ خَفيفتَينِ قبْلَ صَلاةِ الفَجرِ، وهما الرَّكعتانِ بيْن الأذانِ والإقامةِ، ثمَّ يَضطَجِعُ على جانبِه الأيمنِ حتَّى يَأتِيَه المؤذِّنُ للصَّلاةِ، فيَخرُجُ إلى المسجدِ مُؤدِّيًا صَلاةَ الفَجرِ مع أصحابِه.
وفي الحديثِ: هَدْيُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قِيامِ اللَّيلِ، وأنَّه كان يُصلِّي باللَّيلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعةً.
وفيه: إطالةُ السُّجودِ في صَلاةِ اللَّيلِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ أداءِ السُّننِ الرَّواتبِ في البيتِ.