باب طيب رائحة النبي - صلى الله عليه وسلم - ولين مسه 2
بطاقات دعوية
عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا قال وأما أنا فمسح خدي قال فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة (2) عطار. (م 7/ 80 - 81
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَريمَ المَعشَرِ، لَطيفًا بالنَّاسِ، ورَحيمًا بالصِّغارِ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَميلَ الصِّفاتِ والشَّمائلِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي جابرُ بنُ سَمُرَةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه صلَّى مَع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلاةَ الأُولَى، يَحتمِلُ أنَّها صَلاةُ الصُّبحِ؛ لأنَّها أوَّلُ صَلاةِ النَّهارِ، أو صَلاةُ الظُّهرِ؛ فإنَّها أوَّلُ صَلاةٍ صَلَّاها جِبريلُ عليه السَّلامُ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ خَرجَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ المسجِدِ إِلى أَهلِه مُتوجِّهًا إلى إحْدى الحُجُراتِ الشَّريفَةِ، وخَرَجَ جابرٌ رَضيَ اللهُ عنه مَعه، فاستَقبَلَه بعضُ الأطفالِ، فجَعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمسَحُ بِيديْه الكَريمتَينِ خَدَّيْ أحدِهما واحدًا واحدًا، مُداعَبةً وتَلطُّفًا، ثُمَّ مَسحَ خَدَّ جابرٍ بَعدَهما، فَوجَدَ جابرٌ رَضيَ اللهُ عنه لِيَدِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ «بردًا»، أي: راحةً، ورائحةً طيِّبةً، كأنَّما أَخرجَ يَدَه مِن «جُؤنةِ عَطَّارٍ»، أي: سَلَّتِه الَّتي يضَعُ فيها عُطورَه، والعطَّارُ هو مَن يَبيعُ العِطرَ.
وفي الحديثِ: بَيانُ طِيبِ رِيحِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: بَيانُ كَريمِ خُلُقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَواضُعِه ورَحمَتِه للأطفالِ والضُّعفاءِ.