باب فضل الأذان وثواب المؤذنين 2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شبابة، حدثنا شعبة، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبي يحيى
عن أبي هريرة؛ قال: سمعت من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "المؤذن يغفر له مدى صوته، ويستغفر له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون حسنة، ويكفر عنه ما بينهما" (1).
المؤذِّنون لهم فضلٌ كبيرٌ وثوابٌ عظيمٌ؛ وذلك لأنَّهم يُنبِّهونَ النَّاسَ بدُخولِ وقْتِ الصَّلاةِ، ويَحُثُّون النَّاسَ على أدائِها في جماعةٍ.
وفي هذا الحديثِ: يَقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "المؤذِّنُ يُغفَرُ له"، أي: يَغفِرُ اللهُ له ذُنوبَه غايةَ المَغفِرَةِ إذا بلَغَ، "مَدى صَوتِه"، أي: غايةَ صوتِه ونِهايَتِه، "ويَشهَدُ له" يومَ القِيامةِ، "كلُّ رَطْبٍ"، أي: نامٍ له حرَكةٌ، "ويابِسٍ"، أي: جَمادٍ لا يتَحرَّكُ ممَّا يَبلُغُه صوتُ المؤذِّنِ.
"وشاهِدُ الصَّلاةِ"، أي: حاضِرُ الصَّلاةِ في جماعةٍ عندَما يَسمَعُ الأذانَ، "يُكتَبُ له"، أي: يَثبُت لِمَن يَشهَدُ صلاةَ الجَماعةِ مِن الثَّوابِ، والأجرِ "خمسٌ وعِشرونَ صلاةً"، أي: ثوابُ خَمسٍ وعِشْرينَ صلاةً، "ويُكَفَّرُ عنه ما بَينَهما"، أي: يُكفَّرُ للشَّاهِدِ أو للمؤذِّنِ مِن ذُنوبِه ما بينَ الصَّلاتَينِ اللَّتَينِ شَهِدَهما أو ما بينَ أذانٍ إلى أذانٍ، والمرادُ بالذُّنوبِ التي تُكفَّر الصَّغائرُ؛ لأنَّ الكبائِرَ لا بُدَّ مِن التَّوبةِ منها.