باب فضل الجوع وخشونة العيش والاقتصار على القليل من المأكول والمشروب والملبوس وغيرها من حظوظ النفس وترك الشهوات 4
بطاقات دعوية
وعن أنس - رضي الله عنه - ، قال : لم يأكل النبي - صلى الله عليه وسلم - على خوان حتى مات ، وما أكل خبزا مرققا حتى مات . رواه البخاري .
وفي رواية له : ولا رأى شاة سميطا بعينه قط .
كان النبي صلى الله عليه وسلم متواضعا في حياته وفي أسلوب معيشته، مع ما فتح الله عليه من المغانم، ولكنه آثر ما عند الله على ما في الدنيا، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يحب ترف العيش كما يفعل الملوك
وفي هذا الحديث يحكي أنس رضي الله عنه أنه ما علم النبي صلى الله عليه وسلم أكل على سكرجة قط، وهي صحاف أو أطباق توضع فيها المخلللات والمشهيات، ولم يخبز له صلى الله عليه وسلم ذلك الخبز الرقيق الفاخر المسمى بالرقاق، ولا أكل في حياته كلها على مائدة من تلك الموائد المرتفعة عن الأرض التي يأكل عليها العظماء والمترفون. والأكل عليها لم يزل من دأب المترفين ووضع الجبارين؛ لئلا يفتقروا إلى الانحناء عند الأكل، فكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يشبه بهم، وكان يأكل صلى الله عليه وسلم وأصحابه على السفر التي تمد على الأرض؛ تواضعا وزهدا في الدنيا ومظاهرها، وتعليما لأمته