باب فضل الزهدفي الدنيا 11
بطاقات دعوية
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ؛ فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم )) متفق عليه ، وهذا لفظ مسلم .
وفي رواية البخاري : (( إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق ، فلينظر إلى من هو أسفل منه )) .
القناعة من أجل أخلاق المؤمنين، وهي علامة على الرضا بقدر الله، كما أنها تهون صعوبة الحياة
وفي هذا الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظروا إلى من هو أسفل منكم"، أي: من هو أقل منكم في أمور الدنيا وتقسيمها، "ولا تنظروا إلى من هو فوقكم" فيها؛ فإن هذا النظر "أجدر"، أي: أحق "أن لا تزدروا"، أي: لا تحتقروا "نعمة الله عليكم"؛ وذلك أن نظر الإنسان إلى من هو أعلى منه؛ يؤدي إلى استحقار ما عند نفسه من النعم، فيستقل النعمة ويعرض عن الشكر؛ لأن كثيرا من الناس يصبر على المقدور فلا يسخط، وهو غير راض به؛ فالرضا أمر آخر، وقد يؤديه ذلك إلى كفران النعمة، وأنه ليس عليه شيء من النعم؛ فيكفر نعمة الله عليه، ولذلك قال الله تعالى: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى} [طه: 131]، وإذا أعرض عن التأمل في أحوال أهل الدنيا وما وسع عليهم، هان عليه ما همه واستكثر ما أوتي، وإذا نظر بعين الحقيقة، فالمكثر ليس معه إلا هم الإكثار وحفظ المال، والدنيا سريعة الزوال، وإذا تحول المال وضاع، فإنهم لا يغبطون على ذلك، بل إنهم يرحمون ويرثى لهم
وفي الحديث: بيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مداويا للقلوب، فعلمها كيف تصنع، ووصف لها الدواء
وفيه: إرشاد إلى الاعتبار بأحوال الدنيا، وأن السعادة ليست مالا فقط
وفيه: أن من أعظم ما يعين على استشعار النعم كثرة التأمل فيها والنظر في حال من هم أقل حالا منك