باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه

بطاقات دعوية

باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه

 حديث أبي سعيد الخدري، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه، تعلمنا مما علمك الله فقال: اجتمعن في يوم كذا وكذا، في مكان كذا وكذا فاجتمعن فأتاهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلمهن مما علمه الله ثم قال: ما منكن امرأة تقدم بين يديها من ولدها ثلاثة، إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة منهن: يا رسول الله اثنين قال: فأعادتها مرتين ثم قال: واثنين، واثنين، واثنين

وعد الله سبحانه وتعالى أهل البلاء الصابرين على ما أصابهم عظيم الأجر والثواب.وفي هذا الحديث يبشر النبي صلى الله عليه وسلم النساء اللواتي ابتلين بفقد الولد بالأجر العظيم المترتب على هذا البلاء، وقد كن طلبن منه صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهن يوما يقوم بوعظهن والحديث إليهن فيه، فقالوا له: غلبنا عليك الرجال، أي: على الجلوس معك والاستماع لكلامك، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم لهن يوما، ووعظهن وذكرهن بجزاء البلاء، فأخبرهن أنه ما من امرأة يموت لها ثلاثة من الولد في حياتها، إلا كان هذا البلاء حجابا وحاجزا لها من النار، فقالت امرأة: ومن مات لها اثنان؛ هل لها مثل من مات لها ثلاثة؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «واثنين»، فمن مات لها اثنان من ولدها في حياتها كان ذلك البلاء حاجزا ومانعا لها من دخول النار.وقد بينت رواية أبي هريرة عند البخاري أن المقصود ثلاثة لم يبلغوا الحنث؛ فهو مقيد بعدم بلوغهم سن التكليف الذي يكتب فيه الإثم على المذنب، وخص الحكم بالذين لم يبلغوا الحنث؛ لأن قلب الوالدين على الصغير أرحم وأشفق دون الكبير؛ لأن الغالب على الكبير عدم السلامة من مخالفة والديه.وقيل: خص الحكم بالثلاثة أولا؛ لأن الثلاثة داخلة في حيز الكثير، وقد يصاب المؤمن فيكون في إيمانه من القوة ما يصبر بها على المصيبة، ولا يصبر لتكررها عليه، فلذلك صار من تكررت عليه المصائب فصبر أولى بجزيل الثواب، والولد من أجل ما يسر به الإنسان، حتى إنه يرضى أن يفديه بنفسه، هذا هو المعهود في الناس والبهائم، فلذلك قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أعلى المصائب والحض على الصبر عليها.وهذا الحديث جاء الخطاب فيه للنساء، وقد بالخطاب العام لكل مسلم فيما روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا ‏‏تحلة القسم»؛ فهذا يشمل النساء والرجال

وفي الحديث: عظيم أجر من أصيب بفقد أولاده، وذلك إذا صبر ولم يقل قبيحا

وفيه: سؤال النساء عن أمر دينهن

وفيه: دليل على أن أولاد المسلمين في الجنة؛ لأن الله سبحانه إذا رحم الآباء وأدخلهم الجنة بفضل رحمتهم لأبنائهم؛ فالأبناء أولى بالرحمة وأحرى