باب فى إصلاح ذات البين
حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم عن أم الدرداء عن أبى الدرداء قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ». قالوا بلى. قال « إصلاح ذات البين وفساد ذات البين الحالقة ».
أقام الإسلام علاقة المسلمين على التواصل والمحبة والتناصح في الله، وقوام المجتمع يقوم على التعارف والتعاون بين الناس؛ فإذا حكمت العلاقات البغضاء والتشاحن؛ فإن هذا ينذر بخراب المجتمعات وضياع الدين
وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم: "ألا" استفتاح السؤال بـ(ألا)؛ للتنبيه والتحفيز إلى الأمر الذي سيذكره، "أخبركم"، أي: عن عمل "بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟" قال الصحابة: "بلى"! قال صلى الله عليه وسلم: "إصلاح ذات البين"، أي: السعي في إصلاح العلاقات بين الناس ورفع ما بينهم من خصومات ودفعهم إلى الألفة والمحبة، وهو الأمر الأفضل في المنفعة بين الناس وإقامة المجتمعات، وهو المعاملات والتواصل؛ وذلك لأن إصلاح ذات البين فيه منفعة ظاهرة ومباشرة للجميع
ثم قال صلى الله عليه وسلم: "وفساد ذات البين"، أي: إن فساد ذات البين وترك السعي في الإصلاح يؤدي إلى "الحالقة"، أي: القاطعة والمنهية التي تأتي على كل شيء وتحلقه وتقطعه من جذوره، سواء من أمور الدين أو الدنيا؛ لأنها تؤدي إلى التشاحن بين الناس والتهاجر وربما التقاتل، هذا غير ما فيها من الأثر القلبي السيئ على الإنسان، فيفسد قلبه على إخوانه؛ فلا يكون للدين والعبادات أثر ظاهر في نفسه أو مجتمعه
وفي الحديث: الحث والترغيب على إصلاح العلاقات بين الناس
وفيه: بيان أن إفساد العلاقات بين الناس يهدم الدين والدنيا