باب فى الخلع
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن أبى قلابة عن أبى أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « أيما امرأة سألت زوجها طلاقا فى غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة ».
العلاقة الزوجية بين الزوجين من أوثق العلاقات وآكدها، وخاصة إذا أنجبا وكونا أسرة؛ فينبغي على الزوجين المحافظة على هذا الكيان الجديد، ولهما في تربية أبنائهما الأجر الكبير والثواب الجزيل، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم المرأة التي تترك هذا الكيان وتطلب الطلاق دون سبب ودون ضرر، كما في هذا الحديث، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة"، أي: إن أي امرأة طلبت الطلاق من زوجها دون وقوع ضرر أو أذى عليها من زوجها، ودون سبب واضح ومقبول، فلتحذر؛ لأنها سيكون جزاؤها أنها تمنع من رائحة الجنة، وهذا كناية عن بعدها من الجنة ومنعها من أن تجد ريحها وعدم دخولها الجنة، وهذا في حق من ماتت على الإسلام محمول على أنها لا تجد رائحة الجنة أول ما يجدها المحسنون، ولا تدخلها مع أول الداخلين، لا أنها لا تجدها ولا تدخلها أصلا، وهذا من المبالغة في التهديد؛ ففي صحيح البخاري أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنة، فقال: "وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما"
وفي الحديث: التحذير الشديد من طلب المرأة للطلاق دون سبب ودون ضرر وقع عليها