باب فى الرجل يفارق الرجل ثم يلقاه أيسلم عليه
حدثنا أحمد بن سعيد الهمدانى حدثنا ابن وهب قال أخبرنى معاوية بن صالح عن أبى موسى عن أبى مريم عن أبى هريرة قال إذا لقى أحدكم أخاه فليسلم عليه فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه أيضا. قال معاوية وحدثنى عبد الوهاب بن بخت عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثله سواء.
بذل السلام وإفشاؤه بين المسلمين من الأمور التي حثت عليها الشريعة؛ لنشر المحبة، وترك الحسد والبغض والشحناء
وفي هذا الأثر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه"، وهذا توضيح لما يفعل المسلم إذا لقي أخاه المسلم، وذلك بأن يقول له: السلام عليكم، ونحو ذلك، "فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر" بعد أن سلم عليه تسليمة اللقاء الأولى فحصل تفرق بينهما، ثم لقيه "فليسلم عليه"، أي: يسلم عليه مرة أخرى
وفي هذا حث على إفشاء السلام، وأن يكرر عند كل تغير حال ولكل من جاء أو راح، ولا يكتفى بالصحبة والرفقة القريبة، أو الحالة التي كانت موجودة من قبل التفرق، ولا يقال: بأنه حديث عهد به؛ بل عليه أن يسلم؛ فالسلام دعاء، والمسلمون بحاجة إلى أن يدعو بعضهم لبعض ولو تكرر