باب فى الرخصة فى الحمرة في الثياب
حدثنا مسدد حدثنا أبو معاوية عن هلال بن عامر عن أبيه قال رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمنى يخطب على بغلة وعليه برد أحمر وعلى - رضى الله عنه - أمامه يعبر عنه.
في هذا الحديثِ يُخبِر رافِعُ بنُ عَمْرٍو المُزَنِيُّ رضِيَ اللهُ عنه فيقولُ: "رأيتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يخطُب الناسَ بِمِنًى" ومنًى وَادٍ قُربَ الحَرَمِ المَكِّيِّ يَنزِلُه الحُجَّاجُ لِيَرْمُوا فيه الجِمَارَ، "حين ارتَفَع الضُّحَى"، أي: في أوَّلِ النَّهار، "على بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ"، أي: كانتْ خُطبَتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليها، والشَّهباءُ: هي البَيْضاء الَّتِي يخالِطُها سَوَادٌ، "وعَلِيٌّ" وهو ابنُ أبي طالِبٍ رضِيَ اللهُ عنه "يُعَبِّرُ عنه"، أي: يبلِّغ الناسَ ما يَسْمَعُه مِن رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أَبْعَدِ مكانٍ يَصِلُ إليه صوتُه؛ وذلك لكثرةِ الناسِ، "والناسُ بينَ قاعِدٍ وقائمٍ"، أي: بَعضُهم جالسٌ والبعضُ الآخَرُ واقِفٌ في حالَةِ إنصاتٍ للخُطبةِ. وممَّا ذُكِر في هذِه الخُطبةِ- كما في حديثٍ آخَر- أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم طَفِق يُعلِّمُهم مناسَكهم حتى بلَغَ الجِمار، فوَضَع إصبَعيهِ السَّبابتَينِ، ثُمَّ قال بحصَى الخَذفِ، ثُمَّ أمَرَ المهاجرين فنَزَلوا في مُقدَّمِ المسجدِ-أي: مَسجدِ الخَيفِ بمنًى- وأمَر الأنصارَ فنَزَلوا مِن وراءِ المسجدِ، ثُمَّ نزلَ الناسُ بعدَ ذلك
وفي الحديثِ: تبليغُ كلامِ الخطيبِ في الجَمْعِ الكبيرِ؛ لِيَصِلَ إلى الناسِ، ويُغني عن هذا مُكبِّراتُ الصَّوتِ في أيَّامِنا