باب فى الفرش
حدثنا يزيد بن خالد الهمدانى الرملى حدثنا ابن وهب عن أبى هانئ عن أبى عبد الرحمن الحبلى عن جابر بن عبد الله قال ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الفرش فقال « فراش للرجل وفراش للمرأة وفراش للضيف والرابع للشيطان ».
كان النبي صلى الله عليه وسلم زاهدا في الدنيا معرضا عن زخرفها، راغبا في الآخرة، وكان يرغب أصحابه رضي الله عنهم في حد الكفاية في المعيشة
وفي هذا الحديث يروي جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «فراش للرجل» أي: فراش واحد كاف للرجل عند نومه واضطجاعه وراحته، وفراش آخر لامرأته، والثالث يكون للضيف إن جاء، وهذا من باب إكرام الضيف والقيام بحقه، والرابع يكون للشيطان، أي: إن ما زاد على الحاجة فاتخاذه إنما هو للمباهاة والاختيال بزينة الدنيا، وما كان بهذه الصفة فهو مذموم، وكل مذموم يضاف إلى الشيطان؛ لأنه يرتضيه ويأمر به، فكأنه له، أو لأنه إذا لم يحتج إليه، كان مبيت الشيطان ومقيله عليه، ومقصود هذا الحديث أن الرجل إذا أراد أن يتوسع في الفرش، فغايته ما يحتاجه وأهله وضيفه، وما زاد على ذلك مما لا يحتاج إليه فهو من باب السرف
وفي الحديث: النهي عما زاد عن الحاجة من الفراش
وفيه: ترك الإكثار من الآلات والأمور المباحة والترفه بها، وأن يقتصر الإنسان على حاجته
وفيه: أن ما زاد على الحاجة فإنه للشيطان، فلا ينبغي اتخاذه
وفيه: بيان تسلط الشيطان على بني آدم؛ بحيث إنه لا يترك عملا من أعماله إلا ويشاركه فيه، حتى يوقعه في المخالفة، فينبغي الحذر منه، والبعد عما يؤدي إلى إرضائه