باب فى اللعن
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان ح وحدثنا زيد بن أخزم الطائى حدثنا بشر بن عمر حدثنا أبان بن يزيد العطار حدثنا قتادة عن أبى العالية - قال زيد - عن ابن عباس أن رجلا لعن الريح - وقال مسلم إن رجلا نازعته الريح رداءه على عهد النبى -صلى الله عليه وسلم- فلعنها - فقال النبى -صلى الله عليه وسلم- « لا تلعنها فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه ».
الريح مسخرة بأمر الله؛ فلا يصح لأحد أن يلعن خلق الله المأمور بأمره، وفي هذا الحديث يحكي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "أن رجلا لعن الريح"، أي: لما آذته، وفي لفظ، أي: في رواية: "إن رجلا نازعته الريح رداءه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فلعنها"، أي: إنه قال: لعن الله الريح أو ما شابه، بسبب جذبها ثوبه أو كشفها له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنها فإنها مأمورة"، أي: إنها لا تسير من تلقاء نفسها ولكن ما تفعله الريح فهو من أمر الله لها، إما بالرحمة، أو بالنقمة؛ "وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه"، أي: من دعا على شيء باللعن والطرد من رحمة الله ولم يكن ذلك الشيء مستحقا للعنة، ارتدت اللعنة والدعوة على اللاعن؛ فكان هو المطرود من رحمة الله تعالى
وفي الحديث: الزجر والتحذير من الدعاء باللعنة والطرد من رحمة الله تعالى على من لا يستحقها
وفيه: أن من دعا على شيء دون وجه حق ارتدت عليه دعوته