باب فى النصيحة

باب فى النصيحة

حدثنا عمرو بن عون حدثنا خالد عن يونس عن عمرو بن سعيد عن أبى زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير قال بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على السمع والطاعة وأن أنصح لكل مسلم - قال - وكان إذا باع الشىء أو اشتراه قال « أما إن الذى أخذنا منك أحب إلينا مما أعطيناك فاختر »

التزم الصحابة رضوان الله عليهم بتطبيق كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وعهدهم معه، حتى أثر ذلك في سلوك حياتهم، فهذا جرير بن عبد الله رضي الله عنه، يقول-كما في هذا الحديث-: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي: عاهدته وأعطيته الميثاق على السمع والطاعة، أي: لولي الأمر، وذلك في غير معصية الله، وأن أنصح لكل مسلم، و"النصح": هو التوجيه إلى كل خير
وقد أثر هذا المعنى وهذه الوصية النبوية في جرير بن عبد الله وأظهر مثالا لما كان عليه الصحابة من قوة الإيمان، وكمال الاتباع، ويتمثل ذلك في مدى التزام هذا الصحابي بهذا العهد العظيم، فقد أثر في سلوكه، وحياته كلها، حيث كان لا يبايع أحدا إلا اجتهد في بذل النصح له، كما أوضحت ذلك رواية أخرى، فكان إذا باع الشيء أو اشتراه قال: أما إن الذي أخذنا منك أحب إلينا مما أعطيناك، يعني: أنه إذا أخذ من رجل سلعة وأعطاه مالا، أو العكس، كان ما أخذ أحب إليه، فهو إما سلعة ينتفع بها، أو مال قد ربح فيه، ولكن لحرصه على نصحه، كان يقول لمن اشترى منه أو باع له: فاختر. يعني: إن شئت أن ترجع عن ذلك فافعل